* ثلاثة علماء بريطانيين يكتشفون سر الرشاقة الدائمة والعجيب أنه لا علاقة له بالإفراط في الأكل
* الناس يعانون من السمنة المفرطة لأنهم مساجين عاداتهم السيئة
* تعرفي على سر النحافة الدائمة لرشيقي الجسم
هل تصدقين أنه يمكنك فقد الوزن الزائد
من دون عد للسعرات الحرارية في طعامك أو قواعد غذائية لحمية يُفرض عليك
التقيد بها أو حتى برنامج رياضي قاس؟
الكلام يبدو لنا غير معقول، ولكن ثلاثة علماء بريطانيين يؤكدونه في
أحدث كتاب لهم بعنوان "حمية اللا حمية"، يدعونك فيه إلى أكل كل ما تشائين
في الوقت الذي ترغبين ولا تمارسين فيه الرياضة الشاقة، ومع ذلك تفقدين 1
كيلو غرام في الأسبوع.
إعداد: معالي الغمري Maaly Elghamry
أما السؤال الصعب وهو: كيف يمكن أن
يحدث ذلك؟ فيجيب عنه الدكتور البروفيسور "بن فليتشر" عميد كلية علم النفس
في جامعة "هرتفوردشاير" والدكتورة "كارين باين" أستاذة علم النفس المتطور
في الجامعة نفسها والدكتور "داني بنمان" الحاصل على درجة الدكتوراه في علم
الكيمياء الحيوية الذين ألفوا في ما بينهم أكثر من 11 كتابا ونشرت لهم 100
ورقة بحث أكاديمي.. بقولهم: إن الناس يعانون من السمنة المفرطة، لأنهم
مساجين عاداتهم السيئة. و"حمية اللا حمية" تكسر قضبان سجنك، وتحررك لكي
تفقدي الوزن الزائد بلا جهد ومن دون أن تشعري بالجوع.. والأهم أنها تضمن
لك تخلصا دائما من الكيلوات الزائدة فلا تعود إلى جسمك مرة أخرى فتشعرين
بالسعادة والصحة الدائمة.
فقد اكتشف العلماء خلال أبحاثهم أن
كل الذين يعانون من السمنة المفرطة يشتركون في بعض العادات والغريب أن
الإفراط في تناول الطعام ليس من بينها.
والجميل في هذا الاكتشاف أنه ما
على الإنسان إلا كسر هذه العادات لكي يفقد الوزن الزائد تدريجيا إلى أن
يصل إلى الوزن المثالي ويبقى عليه بقية عمره.
سر حمية اللاحمية
لابد أنك تتساءلين: كيف السبيل إلى تنفيذ هذه الحمية التي ليست حمية؟
يقول أصحاب الحمية الجديدة إنهم وجدوا خلال دراساتهم الميدانية أن
الناس السعداء المنفتحين على الحياة، يشتركون في مجموعة من العادات
والتصرفات التي تبقيهم نحفاء، ورشيقي القدود. وبالمقابل يشترك ذوو الأوزان
الكبيرة في عادات تجعل الكيلوات الزائدة تتراكم في أجسامهم رغم أن كمية ما
يتناولونه من طعام لا تزيد على ما يتناوله أصحاب الأجسام النحيفة.
ليس معنى ذلك أن النحيف سيبقى نحيفا وأن السمين سيظل إلى الأبد سجين
سمنته. فبعد 20 عاما من دراسة سلوك البشر في الجامعات البريطانية، ومن أجل
مجلس الأبحاث الطبية التابع للحكومة البريطانية ثبت للعلماء الثلاثة أن
الإنسان يملك قدرة كبيرة على التكيف، وبإمكانه أيضا تغيير عاداته، خاصة
بمساعدة برنامج هذه الحمية الجديدة التي ليست حمية في الواقع. فكلما زادت
قدرتك على التكيف كان ذهنك أكثر انفتاحا على الحياة، وفقدت الوزن وشعرت
أكثر بالسعادة وزاد نجاحك في كل نواحي الحياة.
ولكن ما المقصود بالقدرة على التكيف؟
إنها كما يقول أصحاب الحمية تعني تغييرات صغيرة في حياتك، تتطور
باستمرار. فكل يوم أنت في حاجة إلى إحداث تغيير بسيط في الطريقة التي
تؤدين بها شيئا ما في حياتك اليومية. فمثلا إذا كنت معتادة على السير
بسرعة وأنت متوجهة إلى العمل فلم لا تبطئين قليلا من أجل تأمل وملاحظة بعض
الأشياء من حولك؟ إنها تعني إنفاق دقائق قليلة، من أجل تأمل الزهور في
الحديقة، والأوراق على الأشجار، والإحساس بقبضة أصابع طفل صغير على يدك،
وكيف تبدو وجوه الأشخاص المقربين منك وهم في حالة تركيز أو قد تعني
الطريقة التي تتصاعد بها وتهبط نغمة موسيقية أو لون عيني صديقتك أو
استدارة البدر في ظلام السماء الحالك. فكل هذه الأشياء الصغيرة جزء من
برنامج فقدان الوزن. والمرونة تعني أيضا تغيير شخصيتك يوما بعد يوم،
والإنصات أيضا إلى ما تقوله لك روحك.. أي أن تصبحي أكثر استرخاء إذا كنت
من النوع كثير الحركة والحيوية أو أن تبدئي في أخذ الحياة بشكل أكثر جدية،
وصرامة، وديناميكية إذا كنت من النوع السلبي المسترخي والمتواهن. فتغييرات
بسيطة كالغناء في الحمام أو إطلاق النكات، تساعد على فقدان الوزن. وكتاب
العلماء الثلاثة يعدك بفقدان 3.5 كيلوغرام، وبأن تصبحي أكثر سعادة ورضاء
عن الحياة، وثقة بالنفس خلال 28 يوما إذا اتبعت برنامج حميتهم التي ليست
حمية.
فما هذا البرنامج؟
برنامجهم يعتمد على قاعدة مهمة تقوم على تخليصك من عاداتك. فكما
يقولون: من السهل جدا على الإنسان أن تكون هناك عادات تحفر في عقله
وينفذها من دون وعي. والمشكلة مع العادات أننا لا نجدها منفردة بل ترتبط
مع بعضها بعضا على شكل متشابك مثل خيوط العنكبوت، ولهذا فإن كسرها والتحرر
منها صعب جدا. فكل عادة على انفراد قد يسهل التخلص منها، ولكنها تكون
مرتبطة بعادات أخرى تساندها وتقويها.
إن بعض العادات يسهل كسرها، ولكن بعضها الآخر قوي ومن الصعب التخلص
منه، من ذلك عادات الأكل، وممارسة الرياضة، لأن هذه العادات محفورة في
أعماق شبكة العادات العنكبوتية. ولهذا فهي ضعيفة وحدها، لكن سر قوتها يكمن
في العادات الأخرى التي تساندها وتقويها.
فأنت قد نشأت تأكلين بطريقة معينة، وهذا معناه أنك حبست في مكان ما
بشبكة عادات غذائية. في الماضي، في عالم كانت تنقص فيه مصادر الغذاء نجد
أن هذه العادات كانت ستساعدك في المحافظة على حياتك، ولكنها في عالمنا
الغارق في وفرة الطعام سوف تجعلك سمينة.
ولأن هذه العادات تساندها عادات أخرى قوية، يصعب كسرها فإن جميع
الحميات الغذائية التي تلتزمين بها يكون مصيرها الفشل في النهاية، حتى وإن
جاءت بنتيجة في الأسابيع الأولى، لأنك بالحمية تحاولين كسر عادة واحدة،
متناسية بقية عادات الشبكة التي تقويها وتبقيها محفورة داخلك. إن المحاولة
غالبا ما تفشل، لأنه ليس كافيا أن تتغلبي فقط على العادات المرتبطة
بالأكل، وممارسة الرياضة، حيث إن العادات الأخرى المتشابكة معها والتي
تبقيها قوية في مكانها، سوف تشدك إلى الخلف لتعودي إلى الانتكاس. لكنك إذا
كسرت خيوط العادات الخارجية، سيعمل ما قمت به على إضعاف الشبكة العنكبوتية
كلها. وكلما قطعت خيوطا أكثر، ضعفت قبضتها عليك، ووجدت أنك قد بدأت تفقدين
الوزن تدريجيا. هذه هي خلاصة برنامج حمية اللا حمية، وسر بقاء النحفاء
نحيفين دائما محافظين على رشاقتهم. فقد وجد الباحثون أن الشخص النحيف
بطبيعته، يكسر بسرعة العادات السلبية بمجرد تكوّنها لديه. وهو يفعل ذلك
بغير وعي منه، وبذلك لا يكون أبدا سجين قضبانها.
